كيفية توقع أسعار العملات الرقمية لعام 2024 وما يليه: تداولوا الحقائق لا الأماني

على غير ما يبدو عليه، فإن توقع أسعار العملات الرقمية ليس بالأمر السهل؛ لكنْ ماذا لو علمتم أنّ هناك طرقاً للتعرّف على بعض المعلومات التي ستساعدكم على اتخاذ قراراتٍ مستنيرة واكتشاف الفرص في السوق مبكراً؟

وإذا كنتم ترغبون بمعرفة كيفية توقع أسعار العملات الرقمية بنجاح، سنقدم لكم في هذا الدليل العوامل الأساسية التي تؤثر على الأسعار بغرض مساعدتكم على القيام بتوقعاتكم الخاصة حول أفضل العملات الرقمية للاستثمار بها، وعدم تفويت الفرص الجديدة ضمن قطاع الكريبتو المزدهر.

ما الذي يؤثر على أسعار العملات الرقمية؟ 8 عوامل يجب مراعاتها

يُعَدّ فهم قوى السوق والعوامل الخارجية وكيفية تأثيرها على أسعار العملات الرقمية أساسياً لإجراء أدقّ توقعات أسعار ممكنةٍ، وقد تكون هذه العوامل متعلقةً بالعملات الرقمية أو الاقتصاد الكلي.

لذا، دعونا نناقشها واحدةً تلو الأخرى:

1. البيانات الاقتصادية للعملة

تأتي كلمة Tokenomics )أي البيانات الاقتصادية للعملة( كمزيج ناتج من كلمتي “Token” )عملة( و”economics” )اقتصاد(، وهي دراسة العرض والطلب على عملة رقمية وتأثيرهما على قيمتها.

ويُصمِّم كل مشروع عملة رقمية بياناتِ عملته الاقتصادية لتناسب قيمتها المقترحة بشكلٍ أفضل. فعلى سبيل المثال، تمتلك بيتكوين )Bitcoin-BTC( معروضاً محدوداً ومعدّل تضخم متناقصاً، ما يجذب الباحثين عن طرقٍ للتحوّط ضد التضخّم ويرغبون بأصلٍ يعمل كمخزنٍ للقيمة.

في المقابل، نجد أن استخدام إيثيريوم )Ethereum-ETH( لدفع رسوم الغاز والرهن وضمان القروض واستخدامات التمويل اللامركزية )DeFi( الأخرى يزيد الطلب على العملة.

لذلك، تجذب العملات الرقمية التي تمتلك بياناتٍ اقتصاديةً متميزةً مثل بيتكوين وإيثيريوم رأس المال وبالتالي سيرتفع سعرها. لذا، تمثل البيانات الاقتصادية مفتاح التحليل الأساسي للعملات الرقمية.

2. القيمة المُقدّمة

ما الذي يقدمه مشروع العملة الرقمية ليستحق استثماراتكم؟ ولماذا تُعتبر عملةٌ رقميةٌ ما استثماراً أفضل من غيرها؟ قد تكمن الإجابة في القيمة المُقدّمة للعملة الرقمية.

والقيمة المقدّمة هي المزايا التي تقدمها شركةٌ أو منتجٌ أو خدمةٌ ما لعملائها. وفي هذه الحالة، تكمن القيمة المقدّمة لبيتكوين في خصائص التحوّط ضد التضخم، إلى جانب مستوى اللامركزية والأمان العالي الذي توفره لمستخدميها وشبكتها للدفع من النظير إلى النظير.

بالنسبة لإيثيريوم، تكمن قيمتها المُقدّمة في كونها أشهر عقد ذكيّ في العالم وموطن أفضل التطبيقات اللامركزية )dApps(. أمّا بالنسبة لشبكات بلوكتشين الطبقة الأولى مثل سولانا )Solana(، فتأتي قيمتها المقدّمة من حلّ المشكلات التي تعاني منها منافستها الرئيسية إيثيريوم، مثل رسوم الغاز المرتفعة وبطء معالجة المعاملات.

وفيما تركّز المنصات المتخصّصة مثل المتجر اللامركزي لطاقة وحدات معالجة الرسوم )GPU( اللامركزية Render )RNDR(، ومنصة التداول اللامركزية يونيسواب )Uniswap-UNI(، وطبقة توفر البيانات Celestia )TIA(، على توفير منتجاتٍ وخدماتٍ مُتخصّصة.

3. الجداول الزمنية لحجز العملات وفتحها

يجدر بمستثمري العملات الرقمية أن يكونوا على درايةٍ بالجداول الزمنية لحجز عملة مشروع ما. فعند إنشاء مشروع عملة رقمية، عادةً ما يحصل فريق التطوير والمستثمرون الأوائل والمؤسسون على حصةٍ كبيرة من العملات الجديدة كأجر لقاء مساهماتهم.

يتم حجز هذه العملات في عقد ذكيّ مُبرمَج للإفراج عن العملات المحجوزة تلقائياً في فتراتٍ زمنيةٍ محدّدة. يُشار هنا إلى أنه يتم حجز العملات للحدّ من المعروض المتداول وتقليل ضغط البيع ودعم ارتفاع سعرها.

وعند انتهاء فترة الحجز، يتم فك الحجز عن قدر كبير من العملات إلى معروضها المتداول. لذلك، قد ينخفض سعر العملة الرقمية إذا قام فريق تطوير المشروع والمستثمرون الأوائل والمؤسسون ببيع عملاتهم في السوق المفتوحة.

4. المزاج العام في السوق

يشير المزاج العام في السوق إلى مزاج المستثمرين ككل، حيث تدير مشاعر الخوف والطمع الأسواق المالية. وفي بعض الأحيان، تدفع هذه المشاعر المستثمرين لاتخاذ قراراتٍ غير عقلانيةٍ، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ مذهلٍ أو انهياراتٍ مفاجئة.

وفي السوق الصاعدة، نشهد ارتفاع أسعار العملات الرقمية دون وجود عاملٍ مُحفز للسوق. والعكس يظهر أيضاً في الأسواق الهابطة، فهي تؤدي عادةً إلى انخفاض اهتمام المستثمرين وثبات أسعار العملات الرقمية.

من جهةٍ أخرى، يمتلك المستثمرون الخبراء حَدساً يُمكّنهم من قراءة هذه المشاعر السوقية، وبالتالي يمنحهم ثقة التصرّف بعكس التيار، ويسمَح لهم بالاستفادة من سلوك المستثمرين غير العقلاني.

5. الإدراج في السوق

وجدنا أن أسعار العملات الرقمية تميل للارتفاع قبل إدراجها في أشهر منصات التداول المركزية مثل بينانس )Binance( وكوينبيس )Coinbase(.

وتجذب منصات التداول المركزية مجموعةً كبيرةً من المستثمرين الجُدد ورأس المال إلى العملات الرقمية التي لم يتم إدراجها بعد، وهذه المنصات سهلة الاستخدام عادةً وتسمح للمستخدمين الجُدد في عالم الكريبتو باستخدام الفيزا والماستركارد والطرق المالية التقليدية الأخرى.

كذلك، تؤدي إزالة عملةٍ ما من منصات التداول إلى تأثير سلبيّ على سعرها، وقد يحدث ذلك بسبب المخاوف التنظيمية والثغرات الأمنية.

6. دعم المشاهير

يؤدي دعم وتأييد الشخصيات المشهورة والتعاون مع العلامات التجارية إلى تسليط الضوء على العملات الرقمية، ما ينتجُ عنه زيادة اهتمام المستثمرين وارتفاع الأسعار.

وتُعَد دوجكوين )Dogecoin-DOGE( وإيلون ماسك )Elon Musk( أفضل مثالٍ على قوة دعم المشاهير في عالم الكريبتو، حيث لعب ماسك دوراً هاماً في تسليط الضوء على دوجكوين إبّان السوق الصاعدة للعملات الرقمية في 2021.

وفي وقت كتابة هذا الدليل، تُعتبر دوجكوين واحدةً من أهم العملات الرقمية في العالم، مع قيمة سوقية تبلغ مليارات الدولارات.

كذلك يساعد التعاون مع العلامات التجارية مشاريع الكريبتو على كسب مصداقيةٍ كبيرة. ففي عام 2022، أصبحت بوليجون )Polygon-MATIC( أفضل العملات الرقمية أداءً بعد أن عقدت شبكة البلوكتشين الخاصّة بها شراكةً مع علاماتٍ تجاريةٍ عالمية، بما في ذلك ميتا )Meta( وديزني )Disney( وAdobe وغيرها.

7. قوى الاقتصاد الكلي

لم تَعُد أسواق العملات الرقمية معزولةً عن قوى الاقتصاد الكلي كما سبق. فعلى مدى العقد الماضي، نمت أسواق العملات الرقمية لتصبح قطاعاً بقيمة تريليونات الدولارات، حيث لم يَعُد قطاع الكريبتو مقتصراً على عشاق التكنولوجيا وروّاد العالم الإلكتروني ومستخدمي الدارك ويب وصغار المتداولين وحسب.

فمع زيادة استثمارات المؤسسات المالية والشركات العالمية وصناديق التحوّط والمستثمرين المؤسساتيين الآخرين في العملات الرقمية، يُصبح سوق الكريبتو أكثرَ حساسيةً لقوى الاقتصاد الكلي مثل التضخم وتغير معدلات الفائدة.

يُذكر أنه في عام 2022، شهدت بيتكوين والعملات البديلة انخفاض أسعارها إلى أدنى مستوياتها لعدة سنوات؛ حيث انهارت أسواق الأصول عالية المخاطر بعد أن بدأت البنوك المركزية الأمريكية والأوروبية رفعَ معدلات الفائدة من مستوياتٍ قريبةٍ من الصفر، محاولين كبح التضخم المتزايد.

كما أدى إطلاق صناديق التداول الفوري لبيتكوين في البورصة )spot BTC ETFs( في كانون الثاني/يناير 2024 وتدفق الاستثمارات المؤسسية إليهم بعد ذلك، إلى زيادة حساسية أسواق الكريبتو لقوى الاقتصاد الكلي أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى.

8. الإمكانات المستقبلية

تعتمد الأسواق المالية على النظرة المستقبلية، حيث يستثمر المستثمرون أموالهم في الأصول مع توقع تحقيق عوائد جديةٍ في المستقبل القريب. وعليه، تجذب المشاريع الواعدة التي تمتلك إمكانات إحداث ثورة في قطاعات الاقتصاد أو تغيير حياة بعض المستثمرين استثماراتٍ أكبرَ ويتم تداولها بأسعار أعلى من غيرها.

على سبيل المثال، يتم تداول عملة إيثيريوم -التي تمتلك منصة بلوكتشين يُمكنها إحداث ثورة في قطاع التمويل التقليدي- بأسعار أعلى عند مقارنتها بعملات منصات البلوكتشين التي تُركّز على الرموز غير القابلة للاستبدال )NFTs(.

كذلك تؤثر الصيحات الرائجة في السوق خلال وقتٍ معينٍ بشكلٍ كبير في تكوين انطباع السوق عن مشروع عملة رقمية ما. على سبيل المثال، ساعدت الضجّة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي )AI( في 2023 مشاريع الكريبتو المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على تحقيق مكاسبَ ضخمةٍ بفضل توقعاتها الإيجابية.

كيفية توقع أسعار العملات الرقمية: أفضل 5 طرق لتحليل العملات الرقمية

التحليل الفني للعملات الرقمية: المؤشرات والأنماط

يتم التحليل الفني من خلال دراسة البيانات السوقية السابقة خاصّةً السعر وحجم التداول لتوقع الحركات السعرية المستقبلية؛ ويفترض المحللون الفنيون أن سعر العملة يعكِس بالفعل جميع المعلومات المعروفة، وهو يتحرّك باتجاهاتٍ قد تحافظ على نفسها.

ويعتبر التحليل الفني الحركة السعرية -وتاريخها السابق- أفضل دليلٍ لتوقع الحركات المحتملة في المستقبل. ويعتمد التحليل الفني على أدواتٍ أساسيةٍ هي مخططات الأسعار والحجم، مثل المخططات البيانية أو المخططات الخطية أو مخططات الشموع اليابانية.

يُعَد التحليل الفني مثالياً في توقع أسعار العملات الرقمية لعدّة أسباب:

• شدة التقلب: تُعرف أسواق الكريبتو بأنها متقلبةٌ بطبيعتها، حيث تتأرجح الأسعار بشكلٍ كبير في فتراتٍ قصيرة. لذلك، قد يخلق هذا التقلب أنماطاً واتجاهاتٍ سعريةً واضحة، يُمكن للمحللين الفنين الاستفادة منها.
• تأثيرٌ مؤسساتي أقل: يوجد متداولون مؤسساتيون أقل في عالم الكريبتو مقارنةً بالأسواق التقليدية، ما يعني أن الحركات السعرية قد تكون أقل قابليةً للتنبؤ بها وأكثرَ عرضةً للتداول الانفعالي، وهي بيئةٌ قد يزدهر فيها التحليل الفني.
• الطبيعة المضاربية: لا تعتمد قيم العملات الرقمية على مقاييس تقليديةٍ مثل أرباح الشركة أو نسبة السعر إلى الربح )P/E(، ما يجعل التحليل الفني أداةً أكثرَ ملائمةً للمضاربة.

ويستخدم المحللون عدة مؤشراتٍ فنيةٍ وأنماطاً متنوّعةً على المخططات البيانية لتوقع الحركات السعرية المستقبلية. فعلى سبيل المثال، قد تساعد متوسطات الحركة ومؤشر القوة النسبية )RSI( ومؤشر MACD في تحديد اتجاهات العملات الرقمية وزخمها.

علاوةً على ذلك، تقدم أنماط المخططات البيانية -مثل القمم والقيعان المزدوجة والمثلثات وأنماط الرأس والكتفين والرايات- معلوماتٍ إضافية حول استمرار الاتجاه الحالي أو انعكاسه.

التحليل الفني لبيتكوين )BTC/USD(

من أجل توضيح كيفية تطبيق التحليل الفني على أسواق العملات الرقمية، سنقوم بعرض سعر بيتكوين بدءاً من ذروته الأخيرة في 2021 وصولاً إلى آذار/مارس 2024 عندما وصل السعر إلى أعلى مستوياته الجديدة على الإطلاق )ATH(.

ويُستخدم المُخطط الموجود أعلاه مقياساً لوغاريتمياً، أي أنه يُمثل التغيرات السعرية بنسبةٍ مئويةٍ بدلاً من القيم المُطلقة، ما يُساعد على مقارنة الحركات النسبية على فتراتٍ زمنيةٍ مختلفةٍ بشكلٍ أكثرَ فعالية.

تحليل أساسيات العملات الرقمية: اتجاهات الاقتصاد الكلي وتخصصات الكريبتو

يشمل التحليل الأساسي للعملات الرقمية تقييم قيمة العملة من خلال العوامل الاقتصادية والمالية والعوامل النوعية والكمية الأخرى. فأنتم ببساطةٍ تسألون أنفسكم “ما هي القيمة الحقيقية لهذه العملة الرقمية؟” ومن ثمّ “هل يعكس سعرها الحالي هذه القيمة؟”.

وعلى عكس طريقة تطبيقها في أسواق الأسهم، لتحليل أرباح الشركة وتوزيعها أو وضع السوق، تعتمد أساسيات العملات الرقمية على مجموعتين مختلفتين من المؤشرات.

تأثيرات الاقتصاد الكلي

هي نفس أنواع مجموعات البيانات وفروق الأسعار وعوامل السوق المتداخلة التي يفسّرها محللو أساسيات الاقتصاد الكلي في أسواق السندات والفوركس.

• قوة الدولار الأمريكي: غالباً ما تتناسب قيم العملات الرقمية عكسياً مع الدولار الأمريكي، حيث قد يؤدي ضعف الدولار الأمريكي إلى زيادة جاذبية العملات الرقمية كمخزن للقيمة.
• معدلات التضخم العالمية: قد تؤثر معدلات التضخم على أسعار العملات الرقمية، نظراً لأن معدلات التضخم المرتفعة تؤدي إلى انخفاض قيمة العملات التقليدية، ما يجعل الأصول الرقمية مثل بيتكوين أكثرَ جاذبية.
• السيولة: يدور نقاشٌ ساخنٌ بين الاقتصاديين حول كيفية تعريف “السيولة” فيما يتعلق بالأوضاع المالية. وتشير الفكرة العامة إلى أن “السيولة المرتفعة” تعني سهولة الوصول إلى الأموال المُستثمَرة واتخاذ مخاطرَ أكبر، ما يؤدي إلى زيادة الاهتمام بالأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية، والعكس صحيحٌ عند انخفاض السيولة.

أساسيّات العملات الرقمية المحددة

السؤال هنا هو: كيف يُمكن تحليل العملات الرقمية دون استخدام أنواع البيانات التي تنطبق فقط على التنبؤ بالعملات الرقمية؟ وهذه العوامل جديدةٌ على المتداولين القادمين من الأسواق المالية التقليدية، وسيحتاج بعضُها لدراسةٍ إضافية.

• التبني: تشير زيادة التبني -مثل عقد الشراكات مع شركاتٍ كبرى أو التعاون مع أنظمة الدفع- إلى زيادة الاستخدامات والقيمة، ويُعتبر هذا أكبرَ مؤشر يُحدِّد اتجاه أسواق العملات الرقمية على المدى المتوسط والطويل.
• نشاط الشبكة: قد يتضمّن هذا أحجام التداول والعناوين النشطة ورسوم الشبكة. ويمكن أن يشير ارتفاع نشاط الشبكة إلى قوة وزيادة استخدام البلوكتشين، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على عملتها الأساسية.
• مُعدل التجزئة: يُمكن أن يشير إجمالي الطاقة الحاسوبية المُستخدمة للتعدين ومعالجة المعاملات إلى أمان الشبكة ونموّها المحتمل، ما يؤثر على ثقة المستثمرين.
• البيانات الاقتصادية للعملة: قد تؤثر آليات العرض )مثل الحد الأقصى من المعروض وآليات الحرق( على قيمة العملة الرقمية بشكلٍ كبير، علماً بأن زيادة الطلب على المعروض المحدود قد يؤدي إلى ارتفاع السعر.
• أنشطة التطوير: قد يكون التزام وتقدم فريق تطوير المشروع مؤشراً هاماً على استمراريته ونجاحه.

نماذج توقعات السعر بتقنيات الذكاء الاصطناعي متاحة الآن لصغار المستثمرين

يزداد استخدام نماذج توقع أسعار العملات الرقمية التي تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بسبب الصعوبات التي تنطوي عليها عملية إجراء توقعاتٍ دقيقةٍ لأسعار العملات الرقمية. تقوم هذه النماذج الحديثة بتدريب أنظمة معالجة اللغة الطبيعية )NLP( والتعلم الآلي )ML( باستخدام مجموعةٍ كبيرة من البيانات، بما في ذلك أسعار العملات الرقمية على مر التاريخ والأخبار لحظةً بلحظة والمصادر الاجتماعية والبيانات على البلوكتشين.

واليوم، يتم استخدام نماذج توقع أسعار العملات الرقمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي -والتي تم اختبارها بدقة- لبناء إستراتيجيات تداولٍ في السوق تولد توقعاً للعوائد المحتملة وتتكيف مع تقبل المستخدمين للمخاطرة.

فضلاً عن ذلك، يُعتبر غياب التحيز الإدراكيّ والتداولُ دون الاعتماد على العواطف، من المزايا الأساسية لإستراتيجيات التداول المدعومة بالذكاء الاصطناعي ونماذج توقع الأسعار. كذلك، تُساعد طبيعة البلوكتشين العالمية ومفتوحة المصدر صغارَ المستثمرين على الاستفادة من تحليل العملات الرقمية بسهولةٍ والاستثمار فيها باستخدام نماذج توقع تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ما يُعَد أمراً مثيراً للاهتمام، بعد أن كانت متاحةً للمستثمرين المؤسساتيين فقط.

تحليل البيانات على البلوكتشين للتفاعل مع أحداث السوق في الوقت الفعلي

تتميز منصات البلوكتشين العامة مثل بيتكوين وإيثيريوم بأنها شفّافةٌ بطبيعتها، ما يسمح للجميع بالاطلاع على تاريخ التداولات أثناء حدوثها وفحصِها. ليس هذا فحسب، بل سمَحَت الطبيعة الشفافة للبلوكتشين للمحللين والمستثمرين بدراسة صفقات السوق وسلوك المستثمرين والتفاعلات من النظير إلى النظير بشكلٍ غير مسبوق. وقد أدت هذه المعلومات الإضافية إلى وجود نماذجَ أقوى لتوقع أسعار العملات الرقمية.

يُشار هنا إلى أن فهم بيانات البلوكتشين الأولية قد يمثل مهمةً صعبةً بالنسبة لمعظم مستثمري العملات الرقمية. ولحسن الحظ، توجد منصاتٌ وأدواتٌ تبسّط هذه العملية وتحوّل البيانات الأولية إلى معلوماتٍ مفهومة.

تحليل المزاج العام لمعرفة التغيرات بين الخوف والطمع

يشير تحليل المزاج العام إلى دراسة مشاعر المستثمرين وآرائهم عن عملة رقمية مُحددة أو سوق الكريبتو بشكلٍ عام.

ويُعتبر مؤشر الخوف والطمع مكاناً رائعاً لبدء تحليل المزاج العام لسوق الكريبتو ككلّ، فهو أداةٌ مفيدةٌ للغاية من أجل توقع أسعار العملات الرقمية، إذ يهدف إلى قياس ما إذا كانت أسعار الأصول عادلةً أم لا في وقتٍ معين.

ويميل الخوف الشديد إلى خفض أسعار الأصول، بينما يؤدي الطمع الشديد إلى ارتفاع الأسعار في السوق.

يدعو التحليل العميق للمزاج العام الاجتماعي المستثمرين إلى دراسة منصات التواصل الاجتماعي -مثل X- للتعرّف على العملات الرقمية التي يُمكنها الاستفادة من زيادة شعبية القطاع. لذا، يجب على المستثمرين المهتمين بعملات الميم ألا يتجاهلوا تحليل المزاج العام.

تجدر الإشارة إلى أن عملات الميم هي حركةٌ اجتماعيةٌ لا تعتمد على أساسياتٍ أو استخداماتٍ لزيادة الطلب، بل تكتسب عملة الميم شهرتها من خلال الفكاهة والسخرية والتعاطف. ويستطيع المستثمرون تقييم “احتمال رواج” عملة الميم من خلال قوة متابعيها، ومدى ذكرها على وسائل التواصل الاجتماعي وتعاونها مع العلامات التجارية.

نصائح المستثمرين بشأن كيفية توقع أسعار العملات الرقمية

أكد مادس إيبرهاردت )Mads Eberhardt( -أحد كبار محللي العملات الرقمية في Steno Research– لموقع Technopedia على القوة الهائلة “للسيولة” كحافز، ويعني هذا كمية النقد الموجودة في النظام المالي، حيث قال:

“تعني السيولة في الاقتصاد كلَّ شيء بالنسبة للأصول الرقمية، حيث تُحفز بيئة مُضاربةٍ لا تزال ضرورية إلى حدٍّ كبير لازدهار العملات الرقمية. وقد زادت السيولة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولا يبدو أن هذه الزيادة ستنتهي قريباً”.

في الوقت ذاته، تنظر إيبيك أوزكارديسكايا )Ipek Ozkardeskaya( -من كبار المحللين في بنك Swissquote ومقدّمةMarketTalk – إلى الأمور بواقعيةٍ مشيرةً إلى أهميّة المُضاربة في فئة الأصول التي لا تزال صغيرةً جداً بين المستثمرين.

“لا تستجيب أسعار العملات الرقمية بالضرورة للأخبار/الأحداث الأساسية، ما لم تكن ذات أهميةٍ كبيرة مثل التنصيف وصناديق التداول الفوري المتداولة في البورصة )spot ETFs(. ويُمكنكم محاولة تفسير بعض الحركات من خلال تغيّرات العرض والطلب ونمو الطلب الطبيعي والتبني وغيره، لكنّ المضاربة تظلّ هي الحافز الأساسي لاتجاهات الأسعار، وهذا ما يجعلها غير قابلةٍ للتوقع وشديدة التقلب”.

من جانبه، يتبع فلاديمير ريباكوف )Vladimir Ribakov( -كبير المتداولين في Home Trader Club– نهجاً فلسفياً أكثرَ في نصيحته لـ Techopedia مع 3 حكم عظيمة:

الخلاصة

تُعتبر التحليلات الفنية والأساسية ضروريةً لتوقع أسعار العملات الرقمية، حيث تقوم الأولى بتحليل اتجاهات السوق السابقة، والأخيرة بتقييم البيانات الاقتصادية والخاصّة بالبلوكتشين.

وقد ظهرت أدواتٌ -مثل نماذج توقع أسعار العملات بالذكاء الاصطناعي والتحليلات على البلوكتشين وتحليل المزاج العام- لتحسين فهم حركات سوق الكريبتو وتوقعها، ما يقدم نظرةً أكثر تفصيلاً عن عملية تقدير قيمة العملات الرقمية.

أسئلة شائعة