ما هو سعر الفائدة؟
يمثّل سعر الفائدة رسماً تفرضه الجهة المُقرضَة على المُقترض لقاء استخدام الأصول المالية لمُدةٍ معيّنةٍ ويتم التعبير عنه بنسبةٍ مئويةٍ من المبلغ الأساسيّ، وتهدف هذه الفائدة لتعويض الجهة المقرضَة لقاء المخاطرة التي قامت باتخاذها، حيث يتم تطبيق معدّلات الفائدة على معظم عمليات الإقراض وتُعتبر من المفاهيم الأساسية في التجارة، ويوجد العديد من العوامل التي تؤثر في سعر الفائدة الذي يتم تحصيله من المقترضين.
ما آلية عمل معدلات سعر الفائدة؟
عندما يقوم شخصٌ -أو شركةٌ- ما باقتراض المال يحصل على “المبلغ الأساسي” المتفق عليه والذي يجب إعادته للجهة المُقرضة في وقتٍ لاحق إلى جانب دفع فائدةٍ فوق هذا المبلغ. مثلاً: تم إقراض 100$ بمعدّل فائدةٍ سنويّ قدره 5%؛ أي يجب على المقترض أن يسدد 105$ بحلول نهاية العام (المبلغ الأساسي الذي يعادل 100$ + الفائدة التي تبلغ 5$).
تعمل الفائدة كتعويض للجهة المُقرضة لقاء المخاطرة التي اتخذتها بالإضافة لعدم القدرة على استخدام هذه الأموال خلال فترة الإقراض، وعادةً ما تُحدّد هذه الفائدة على شكل معدّل سنويّ (APR)، وهناك العديد من المصطلحات الأخرى المرتبطة بمعدّل سعر الفائدة مثل الفائدة البسيطة والفائدة المركّبة والفائدة الاسمية والفائدة الحقيقية والفائدة الفعليّة.
يقوم المقرضون بتقدير خطورة ملف الجهة المقترضة لتحديد معدّل سعر الفائدة المطلوب منها؛ حيث يحصل الأطراف منخفضو الخطورة على معدلات فائدةٍ أدنى على عكس الأطراف مرتفعة الخطورة، ويوجد العديد من العوامل الخارجية المؤثرة في المعدّلات السائدة مثل تغييرات السياسات النقدية.
أنواع الفائدة السبعة
الأنواع السبعة لمعدّلات الفائدة
- معدّل الفائدة الثابت: يبقى المعدّل ثابتاً طيلة مدة الإقراض ويمكن توقع تكاليفه بسهولة.
- معدّل الفائدة المتغير: يتغيّر مع مرور الزمن بناءً على حركة مؤشر محدد، ويَصعُب توقع التكاليف النهائية لعملية الاقتراض.
- الفائدة البسيطة: يتم تحديد الفائدة بناءً على المبلغ الأساسي فقط ولا تتغير مع مرور الوقت.
- الفائدة المركبة: يتم احتسابها بناءً على المبلغ الأساسي والفائدة غير المدفوعة ممّا يعني ارتفاع الفائدة مع مرور الوقت.
- معدّل الفائدة الاسمي: هو معدّل الفائدة المُصرّح به قبل احتساب تأثير التضخم، ويمكن أن يختلف بشكلٍ كبير عن معدّل الفائدة الحقيقي في حال حدوث زيادة كبيرة في التضخم.
- معدّل الفائدة الحقيقي: هو معدّل الفائدة الاسمي مطروحٌ منه معدّل التضخم ويعكس القيمة الحقيقية للاقتراض.
- معدّل الفائدة الفعلي: يتم فيه احتساب الرسوم المُركّبة والرسوم بشكلٍ عام لحساب الكلفة الحقيقية السنويّة للاقتراض.
العوامل المؤثرة في معدّلات الفائدة
- الجدارة الائتمانية: تتراجع معدّلات الفائدة عموماً مع تحسّن الجدارة الائتمانية للمُقترض، ويؤثر فيها تاريخ عمليات الدفع وغيره من العوامل ويتم تقديرها عملياً بوساطة التصنيف الائتمانيّ.
- الخطورة الافتراضية: يؤثر احتمال عدم سداد القرض على سعر الفائدة حيث يرتفعان سويةً ويهبطان سوية.
- مهلة السداد: عادةً ما تترافق مهلة السداد الطويلة مع معدلات فائدةٍ مرتفعةٍ بسبب ارتفاع الخطورة مع مرور الوقت، على عكس القروض قصيرة الأمد التي تتميز بمعدّلات فائدةٍ أقل في معظم الحالات.
- التضخّم: ترتفع معدّلات الفائدة بالتوازي مع تفاقم التضخم لتعويض القوة الشرائية المفقودة للأموال المقترضة.
- السيولة: تنخفض معدّلات الفائدة عند توفر المزيد من السيولة لمنح القروض وفقاً لمبدأ العرض والطلب.
- السياسات النقدية: تؤثر سياسات المصرف المركزيّ مثل خفض سعر الفائدة والتسهيلات الكمية على الاقتصاد بشكلٍ عام وتؤدي لخفض معدّلات الفائدة من خلال زيادة السيولة.
ما تأثير معدّلات الفائدة على العملاء الاقتصاديين؟
بالنسبة للمقترضين: تحدد معدلات الفائدة كلفة تمويل النفقات والشركة عن طريق القروض، وتساهم المعدّلات الأقل بخفض تكاليف الاقتراض والعكس صحيح.
بالنسبة للمقرضين: تسمح معدّلات الفائدة المرتفعة بزيادة الأرباح الواردة من القروض التي يقدّمونها.
يستفيد المستهلكون من هبوط معدّلات الفائدة حيث يرافق هبوطها انخفاضٌ في تكاليف الرهن ورسوم البطاقات الائتمانية وغيرها من الأدوات الائتمانية، فيما يحصل المتقاعدون والمدّخرون على فائدةٍ أقلّ مقابل ودائعهم واستثماراتهم ثابتة الدخل.
دور المصارف المركزية وتأثيرها على معدّلات الفائدة
تؤثر المصارف المركزية -مثل الاحتياطي الفيدرالي- على معدّلات الفائدة من خلال السياسات النقدية، حيث يؤثر تغيير معدّل فائدة التمويل الفيدرالي في الولايات المتحدة على معدّلات الفائدة في الاقتصاد الأمريكي ككلّ، ويشجّع خفض معدّلات الفائدة على الإقراض والاستثمار والنموّ الاقتصادي من خلال خفض كلفة الاقتراض للشركات والمستهلكين، على عكس رفع معدّلات الفائدة الذي يُعرقل النموّ ويضبط التضخم من خلال رفع قيمة العملة.
تقوم المصارف المركزية بتحليل المؤشرات الاقتصادية مثل البطالة والتضخم ونموّ الناتج المحليّ الإجماليّ، وتتخذ القرار بخفض المعدّلات أو رفعها بناءً على الظروف الحالية والتوقعات المستقبلية وأهداف التضخم وأهداف النمو، وتسعى هذه المصارف لتحفيز النمو خلال فترات الركود واحتواء التضخم في فترات النمو.
ما تأثير تغيّر معدّلات الفائدة على الاقتصاد؟
-
- إنفاق المستهلكين: تساهم معدّلات الفائدة المنخفضة بتسهيل شراء السلع مثل السيارات والمنازل من خلال خفض تكاليف الاقتراض.
- الاستثمار التجاري: تشجّع معدّلات الفائدة المنخفضة على الاقتراض التجاري واستثمار رأس المال في المعدّات والأبنية.
- التضخم: يمكن لهبوط معدّلات الفائدة أن يرفع الطلب في السوق بشكلٍ يؤدي لتفاقم التضخم، ويمكن ضبط هذه المشكلة من خلال رفع معدلات الفائدة لكبح الاقتراض والنشاط الاقتصادي.
- أسعار الأصول: يؤدي خفض معدلات الفائدة إلى زيادة جاذبية الأسهم والعقارات مقارنةً بالدخل الثابت المنخفض من حسابات الادّخار، ما يُشجّع المستثمرين على المخاطرة لتحقيق أرباحٍ أكبر.
- أسعار الصرف: يؤدي خفض معدلات الفائدة إلى إضعاف العملة المحلية بسبب دفع الاستثمارات إلى الخارج؛ بعكس رفع معدلات الفائدة الذي يدعم قيمة العملة من خلال جذب رأس المال.
- البطالة: تشجّع معدّلات الفائدة المنخفضة على الاقتراض والاستثمار وتعزّز النشاط الاقتصادي وتخفض معدلات البطالة.
الخلاصة
تعكس معدلات الفائدة كلفة اقتراض المال وهي من المفاهيم الأساسية في الاقتصاد والتجارة والقطاع المالي. يقوم المُقرضون بفرض هذه الفوائد لتعويض رأس المال المفقود الذي يمكن استثماره في مكانٍ آخر، وتؤثر معدّلات الفائدة على سلوك المستهلكين والشركات، كما تقوم المصارف المركزية بتغييرها لضبط النموّ الاقتصادي، ومن الضروريّ فهم آلية عمل معدّلات الفائدة وتأثيرها على المقترضين والمُستثمرين وصنّاع القرار.
المنهجية التحريرية في Techopedia
نعمل في Techopedia على تقديم محتوى دقيق وموضوعي بناءً على سياسة تحريرية تعتمد عملية بحث احترافية تلتزم بأعلى المعايير للمصادر المستخدمة، وتخضع كل صفحة لعملية تدقيق ومراجعة شاملة من فريقنا الذي يضمّ مجموعةً من أفضل الخبراء التقنيين واللغويين. يضمن التزامنا بتطبيق هذه المنهجية الدقيقة تقديم محتوى مفيدٍ وذي مصداقية وقيمة عالية لقرائنا.