ويب 4 (Web4)

ما هو ويب 4 (Web4)؟

يُعرف ويب 4 (Web4) باسم الويب التكافلي وهو الجيل الرابع من الويب العالمي، كما يُعتبر نسخةً لامركزيةً ذكيةً ومُخصّصةً من الويب يتم بناؤها بوساطة التقنيات الحديثة مثل البلوكتشين والذكاء الاصطناعي (AI) وشبكات النظير للنظير (P2P) لمنح المستخدمين سيطرةً أكبر على طريقة مشاركة البيانات والوصول إليها.

ولا يوجد تعريفٌ ثابتٌ متفقٌ عليه للويب 4، لكن توجد بعض الصفات المهمّة التي يصِفها أنصاره بالأساسية لهذه النسخة من الويب؛ مثل اللامركزية وقابلية التشغيل البيني والمحتوى المُخصّص للأفراد بوساطة الذكاء الاصطناعي وبيئات الميتافيرس (metaverse) الغامرة. ومن أهم صفات ويب 4 استخدام تطبيقات الويب اللامركزية (dApps) التي تعمل على شبكات البلوكتشين بدلاً من مُخدّم واحدٍ والتي لا تتم إدارتها من قبل جهةٍ مركزية؛ وهذا يعني إمكانية تفاعل المستخدمين مع هذه التطبيقات دون تسليم بياناتهم لمزوّد خدمةٍ خارجي.

أركان الويب 4 (Web4)

توجد 3 تقنياتٍ تملك إمكانية إنشاء الويب التكافلي:

• الواجهات الدماغية-الحاسوبية (BCIs).
• الميتافيرس.
• الذكاء الاصطناعي.

• الواجهات الدماغية-الحاسوبية (BCIs)

الواجهات الدماغية الحاسوبية هي حلٌّ مهمٌ يسمح للبشر بالتواصل مع الآلات بشكلٍ أكثرَ فعاليةً ضمن بيئة الويب 4، ويمكن للواجهات العصبية الحاسوبية قراءة الإشارات الدماغية لدى المستخدمين وتحليلها ومن ثم ترجمتها إلى أوامر متنوّعةٍ مثل إرسال الرسائل للأصدقاء أو الأوامر إلى جهازٍ مادّي لتنفيذها، كما ستسمح للمستخدمين بالتفاعل مع المحتوى الرقمي في عالم Web4 عن طريق التفكير.

ستُحسّن هذه التفاعلات غير اليدوية تجربة المستخدم وتساعد ذوي الإعاقة في أداء مهامَّ غير ممكنةٍ سابقاً، وتُعتبر شركة Neuralink من أشهر أمثلة واجهات الدماغ والحاسوب، حيث تسعى منظمة إيلون ماسك “لخلق واجهة دماغية حاسوبية ذات إمكاناتٍ واسعةٍ لاستعادة حريّة الأفراد ذوي الاحتياجات الصحية”؛ وقد تم تحقيق إنجازاتٍ كبيرة تفوق توقعاتكم في مجال الواجهات الدماغية الحاسوبية، كما حصلت Neuralink مؤخراً على الموافقة اللازمة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للبدء بإجراء التجارب البشرية.

• الميتافيرس

يُعتبر الميتافيرس الركن الثاني لمفهوم ويب 4 ويشمل عادةً تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزّز (AR)، وسيقدّم الميتافيرس للمستخدمين عوالم رقميةً غامرةً للتنقل بينها والتفاعل مع الآخرين ومع العلامات التجارية والخدمات وكأنهم في العالم الحقيقي. وقد أشار الاتحاد الأوروبي في تموز/يوليو 2023 إلى الميتافيرس كجزءٍ حيويّ من مسيرته لدعم Web4 وخلق بيئةٍ رقميةٍ تجمع مواطني الاتحاد الأوروبي وشركاته، ويعود سبب دعم الاتحاد الأوروبي للميتافيرس إلى حاجة الويب 4 لخلق بيئةٍ تجمع بين الأجسام المادية الفعلية والعوالم الافتراضية حتى يعمل بشكلٍ سليم.

• الذكاء الاصطناعي (AI)

تُعتبر تقنيات تعلم الآلة (ML) والذكاء الاصطناعي الركن الثالث للويب 4 بسبب إتاحة إمكانياتٍ جديدة للتفاعل بين البشر والآلة، حيث يسمح الذكاء الاصطناعي للمستخدمين بتصفح الويب عن طريق المساعد الافتراضي باستخدام النص والصوت وربما الأفكار، وبذلك يتم خلقُ علاقةٍ تكافليةٍ بين المستخدمين البشريين وأجهزتهم حيث تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي باستكشاف المهام وإيجاد حلولٍ ممكنةٍ لها والمساعدة في تنفيذها، كما يملك الذكاء الاصطناعي فرصةً لتقديم اقتراحات المحتوى المُخصّص للمُستخدمين وكذلك تقديم الخدمات بناءً على اهتماماتهم في كلّ لحظة.

ويعني تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي اللامركزية -التي تعالج وتخزّن البيانات على البلوكتشين- انتقال قدرة صنع القرار من شركات البرمجيات -التي تستعمل إجراءاتٍ غير مُعلنة ولا يمكن محاسبتها- إلى المستخدمين، وسينتج عن هذا تحسّنٌ في الشفافية وأمن البيانات على صعيد الأفراد.

ما الفرق بين ويب 4 (Web4) وويب 3 (Web3)؟

يتشابه ويب 4 وويب 3 في صفة اللامركزية ولكن توجد فروقٌ واضحةٌ بينهما.

يمكننا ببساطةٍ اعتبار ويب 3 نسخةً لامركزيةً من الويب؛ فيما يمثل ويب 4 نسخةً أكثر لامركزيةً مع مستوى أعلى من التوافق بين البشر والآلة.

الويب التكافلي يلوح في الأفق (ولكن ليس قريباً)

ما يزال ويب 4 بعيداً عن الاكتمال في ظل إقبال المنظمات على اختبار التقنيات اللامركزية وتطبيقات الويب، كما ستستمر رغبة تطوير الخصوصية وتجارب الاستخدام الغامرة على الإنترنت بالنمو، وستشكل هذه الظروف أرضاً خصبةً لمشروع الويب التكافلي.

المنهجية التحريرية في Techopedia

نعمل في Techopedia على تقديم محتوى دقيق وموضوعي بناءً على سياسة تحريرية تعتمد عملية بحث احترافية تلتزم بأعلى المعايير للمصادر المستخدمة، وتخضع كل صفحة لعملية تدقيق ومراجعة شاملة من فريقنا الذي يضمّ مجموعةً من أفضل الخبراء التقنيين واللغويين. يضمن التزامنا بتطبيق هذه المنهجية الدقيقة تقديم محتوى مفيدٍ وذي مصداقية وقيمة عالية لقرائنا.